نستكمل في هذه المقالة حديثنا عن فن المحادثة وكيفية تعلم فن المحادثة وجذب أطراف الحديث واكتساب الأصدقاء والمعارف ويمكنك مراجعة ما تناولناه سابقًا بالاطلاع على الجزء الأول وستجده في هذا الرابط:
عندما تكون المحادثة عبارة عن تحدث طرفين دون تواصل، فمن المؤكد أن هذه التجربة بعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال المتعة، ولابد أننا جميعنا قد مررنا بهذه التجربة من قبل.
لذا يتعين عليك دائمًا التمييز بين "المشعين" و"المستنزفين"، المقصود من "المشعين" هؤلاء الأشخاص الذين ينشرون شيئًا ما إيجابي كالمودة والطيبة والطاقة والبهجة، بينما المقصود بـ"المستنزفين" هؤلاء الأشخاص من ذوي النقد السلبي والمحبط والذين يمتصون منك طاقتك وروحك المعنوية.
فهناك بعض الأشخاص الذين بمجرد الانتهاء من الحديث معهم تشعر بقدر هائل من الحيوية والإلهام، وهناك آخرين يستنزفون طاقتك وتجد نفسك ترغب في الانطواء بعيدًا وربما تشعر بأن ليس لديك أي طاقة لفعل أي شيء.
😎 ما أنواع شخصيات المحادثة؟
- شخصية المتحمس- الممل
تنضح الشخصية المتحمسة- المملة بالطاقة والحيوية، لكن الحماس قد يكون مجهدًا ومزعجًا للغاية بالنسبة للآخرين عندما يكون أناني ومن جانب واحد، بدون أي اعتراف باحتياجات المستمع.
لذا يجب مراعاة الانتباه للأجواء المحيطة، بمعنى أن تستخدم عينيك لتتفحص ما إذا كان المستمعون يتبعونك ذهنيًا وعاطفيًا ويتواصلون معك أم لا، وإلا فسوف تفقد اهتمامهم بسرعة.
ولذا لا يعد الشعور بالحماس في حد ذاته طريقة فعّالة لضمان استمرار المحادثة على نحو جيد.
- شخصية الآلي- الروتيني
المتحدث الآلي- الروتيني مثل المتحدث المتحمس- الممل ولكن بدون أي شعور بالحيوية في الحديث. فهو لا يريد إجراء أي محادثة معك على الإطلاق ولكنه يشعر بنوع من الالتزام يدفعه إلى إجراء حوار معك. وربما تجد نفسك بمجرد مرور خمس دقائق من التحدث مع المتحدث الآلي- الروتيني تتوق بشدة إلى استكمال الحوار مع المتحدث- المتحمس الممل للتغلب على الجفاء الذي شعرت به مع المتحدث الآلي- الروتيني.
مشكلة هذا النوع من أطراف المحادثة أنه يشعر كما لو أن المحادثة عمل روتيني ممل، فهو لا يشعر بأي إثارة تجاه أي موضوع ولا ينزعج من أي نقطة ولا يختلف معك في أي شيء ولا يؤيد أي شيء، هو فقط مجبر على فعل ما قد تضطر أنت إلى فعله في مواقف اجتماعية معينة كإجراء محادثة من أجل الملاطفة دون أن يكون لديك شيء ممتع تقوله، وربما تجد المتحدث الآلي- الروتيني لا يهتم إطلاقًا بالإنصات إليك وربما يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي عبر جواله وأنت تتحدث أو ينظر في اتجاه آخر غير الذي تتواجد أنت فيه وبالتالي لا يدع أي مجال للتواصل بينك وبينه.
- شخصية الصدى- الممل
لا يشكل هذا النوع من أطراف المحادثة أي مخاطر فهو لا يقدم فكرة أو رأي جديد ولكنه يتفق معك في أي شيء ويكرر نفس كلماتك أو آرائك، وربما تجد نفسك مجبر على القيام بكل شيء أثناء المحادثة مع العلم تمام اليقين أنك لن تحصل على أي شيء في المقابل.
هذا النوع من المحادثات يسبب جوًا من الاضطراب وقد يدفعك إلى أن تكون عالقًا في هذه المرحلة المتكررة من النقاش دون تحقيق أي قيمة تذكر من المحادثة.
- شخصية الأنا- الممل
متحدث الأنا- الممل هو مثل المتحدث المتحمس- الممل، لكن كل حديثه وحماسه يدور حول موضوع واحد فقط وهو الحديث عن نفسه، فهو يهدف من المحادثة إلى تسليط الضوء على نفسه وإنجازاته.
- شخصية الملكة الثرثرة
هذا النوع من أطراف المحادثة ثرثار للغاية ويكفي تجاذب أطراف الحديث معه لإدخالك في أي محادثة وربما يجد شهيته في التحدث بسلبية عن الآخرين، حيث تخلق الثرثرة شعورًا بالتقارب وخاصة إذا اتفقت سريًا بينك وبين نفسك مع رأي من تتحدث معه في هذا الانتقاد السلبي. فلا يوجد مثل الكره المشترك والشكاوي للحصول على اتفاق جماعي حول الرأي.
وربما يساورك شعور مريب وأنت تنهي حديثك مع الملكة الثرثرة بأنك قد تكون الضحية التاليةـ فالثقة هنا غائبة ولا يوجد تواصل حقيقي يساعد على بناء علاقات مريحة.
- الشخصية المنتحبة
هذه الشخصية تجد كل متعتها في الحديث، فهي تتبني سلوك سلبي في الحياة حتى أنها قد تعيق تقدمك وتستنزف طاقتك، ولو جربت مساعدتها لتصبح الأمور أفضل أو للعثور على حلول لمشكلاتها، ستجد أنها لا تريد سوى الشكوى، فهي تجد سعادتها في زيادة النار اشتعالًا وليس محاولة إطفائها.
🎯
وسنتناول في المقالة التالية كيفية صنع محادثة جذابة ومثمرة.
🌼 أتمنى لك قراءة ممتعة 🌼
شاركني برأيك في التعليقات ✔
وتسعدني زيارتك مجددًا
⚡⚡⚡
للاطلاع على أحدث المشاركات، تفضل بالانضمام إلى رابط نيردينجو بوشكا على التليجرام: