أنت تمتلك هذا العقل الرائع وهذه القوة الرهيبة للمخ، فلماذا تشعر بالخوف والتوتر والقلق عندما يتعلق الأمر بالدراسة؟
هناك حواجز رئيسية تحول دون الدراسة بنجاح:
- المتعلم المتردد
الدارس الذي يجلس من الساعة السادسة مساء حتى منتصف الليل مصممًا على الدراسة وعنده حسن نية لإنجاز مهامه الدراسية بإتقان، تجده يقترب من مكتبه في تمام الساعة السابعة مساءً وينظم بعناية كل شيء موجود على المكتب لتهيئة الأجواء للدراسة وبعد أن يضع كل شيء في مكانه، يعيد تنظيم كل شيء على حده بعناية مرة أخرى، بما يتيح له الوقت للتنظيم بشكل أفضل؛ ثم يتذكر أن عليه قراءة بعض المقالات المهمة في جريدة الصباح بحيث إذا انتهى من قرائتها لم يعد هناك ما يشغل باله ويمنعه من التركيز في المذاكرة وبالتالي يجب عليه إنهاء قراءة هذه المقالات سريعًا ثم العودة للدراسة للتركيز فيها. يغادر مكتبه ويتصفح المقالات ولكن فجأة يتذكر تلك الرسالة في البريد الإلكتروني والتي يجب الرد عليها فينهض ويتصفح البريد الإلكتروني، بعد ذلك يشعر بالإرهاق فيذهب لتناول وجبة خفيفة وأخذ قسط من الراحة ثم يتوجه إلى المكتب لبدء دراسته. وبعد الجلوس على المكتب يشعر ببعض النعاس، فالمعدة ممتلئة وهو بحاجة إلى الاسترخاء قليلًا لتنشيط المخ ثم العودة إلى المذاكرة. ولا مانع أثناء فترة الاسترخاء من مشاهدة ذلك البرنامج التلفزيوني المفضل وبعد الانغماس في مشاهدة البرنامج، تدق عقارب الساعة معلنة تمام الساعة 11 مساءً، إذن حان وقت النوم، فلا بأس، لقد أنجزنا اليوم بعض المهام مثل قراءة المقالات المفضلة وتصفح البريد الإلكتروني ومشاهدة البرنامج المفضل، ويمكننا بدء المذاكرة غدًا في تمام الساعة 7 مساءً.. وحين يأتي الغد يعيد ما بدأته أمس من جديد وهكذا.
- العقبات التي تحول دون الدراسة الفعّالة
إن الخوف من الدراسة أمر منطقي للغاية، فربما تكون المادة الدراسية في حد ذاتها صعبة وربما لا تحب طبيعة المادة الدراسية وربما تواجه ضغطًا نفسيًا في هذه المادة بسبب موعد الاختبار المحدد لها، فمن المعروف جيدًا أن هذا التهديد يمكن أن يحدث خللًا تمامًا في قدرة المخ على العمل في حالات معينة. ولهذا فإن الحل يتمثل في مواجهة هذا التهديد إما بالدراسة والتفوق فيها أو مواجهة العواقب المترتبة على الفشل في الدراسة أو عدم الدراسة ومواجهة مجموعة مختلفة من العواقب.
- تقنيات الدراسة القديمة
في التعليم التقليدي، يتم إعطاء المعلومات أو 'تدريسها' فيما يتعلق بمجالات المعرفة المختلفة التي تحيط بالفرد. ويسير الاتجاه والتدفق من المادة الدراسية إلى الفرد – حيث أنه ببساطة يحصل على المعلومات، ومتوقع منه أن يستوعبها ويتعلمها ويتذكرها بقدر ما يمكنه القيام بذلك. فقد حاصرنا الفرد بكتلة مربكة من المواد أو "التخصصات" المختلفة، مطالبين إياه بأن يتعلم ويتذكر ويفهم مجموعة مخيفة من المواد تحت عناوين مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء وعلم الحيوان وعلم النبات وعلم التشريح وعلم وظائف الأعضاء وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم الإنسان والفلسفة والتاريخ والجغرافيا واللغة الإنجليزية والدراسات الإعلامية والموسيقى والتكنولوجيا وعلم الحفريات. وفي كل مجالات المواد الدراسية هذه، كان الفرد ولا يزال معرضًا لمجموعة من التواريخ والنظريات والحقائق والأسماء والأفكار العامة. ما يعنيه هذا حقًا هو أننا تعلمنا طريقة غير متوازنة تمامًا في الدراسة وفي طريقة تعامل الشخص مع ما يحيط به من معلومات ومعرفة وطريقة ارتباطه بهما.
ومن الواضح أن مثل هذه الطرق لا يمكن تطبيقها بنجاح في كل كتاب دراسي. فهناك فرق هائل بين دراسة نص في النقد الأدبي ودراسة نص في الرياضيات العليا. ومن أجل الدراسة بشكل صحيح، مطلوب تقنية لا تفرض نفس الطريقة على المواد باختلاف أنواعها.
ولذا لابد من عكس اتجاه التأكيدات السابقة في أشكال التعليم الجديدة، فبدلًا من تعليم الفرد حقائق عن الأشياء الأخرى – يجب علينا أولًا تعليمه حقائق عن نفسه أو حقائق عن الطريقة التي يمكنه بها التعليم والتفكير والتذكر والإبداع وحل المشاكل وما إلى ذلك.
المخ أفضل بكثير مما تظن
المخ هو معالج رائع للمعلومات وذو طاقة فائقة، فهو قادر على صنع أفكار لا حدود لها وبشكل مترابط: فإذا عرفت فقط كيف يمكنك تسخيره، سوف تتوقف المهام عن كونها ممارسة مؤلمة ومرهقة، وستصبح ممارسة سريعة وسهلة ومثمرة.
وظائف المخ الرئيسية:
الاستقبال - المخ يستقبل المعلومات عن طريق الحواس.
التخزين - يقوم المخ بحفظ وتخزين المعلومات ولديه القدرة على الوصول إليها عند الحاجة إليها، بالرغم من أنه قد لا يشعرك أبدًا بهذه الطريقة.
التحليل - يتعرف المخ على الأنماط ويحب تنظيم المعلومات بطرق من شأنها أن تعطي لك معنى: عن طريق فحص المعلومات والاستفهام عن المعنى.
التحكم - يتحكم المخ في الطريقة التي تدير أنت بها المعلومات بطرق مختلفة، اعتمادًا على حالتك الصحية وتوجهك الشخصي وبيئتك.
الإخراج - يقوم المخ بإخراج المعلومات التي استقبلها عن طريق الأفكار والكلام والرسم والحركة وكل أشكال الإبداع الأخرى.
الطريقة التي يدير بها المخ العمليات الدماغية هي أكثر من مذهلة. فهو يعمل بسرعة فائقة حيث أثبتت الاكتشافات العلمية أن مخ الإنسان يتكون من شقين وهما يعملان بدرجات مختلفة في المجالات العقلية المختلفة. فجانبي المخ، أو كما يطلق عليهما قشرتي المخ، تم الربط بينهما بشبكة معقدة رائعة من الألياف العصبية المعروفة تُعرف بالجسم الثفني، ويتعاملان بشكل بالغ السرعة والدقة مع أنواع النشاط العقلي المختلفة.
مهام القشرة الدماغية
قشرة المخ اليسرى:
تتعامل هذه القشرة مع المنطق والكلمات والقوائم والخطوط والأرقام والتحليل- وهذا ما يطلق عليه الأنشطة "الأكاديمية". وبينما تكون القشرة المخية اليسرى منخرطة في هذه الأنشطة، يكثر تواجد القشرة المخية اليمنى في "موجة ألفا" أو في حالة راحة، على استعداد للمساعدة.
قشرة المخ اليمنى:
تتعامل هذه القشرة مع القافية والخيال واللون وأحلام اليقظة والوعي المكاني (وهي الصورة المنظمة كلها أو التي يمكن وصفها بأن "الكل أكبر من مجموع أجزائه").
👈 ملاحظة:
لا يعمل جانبي المخ بشكل منفصل عن بعضهما البعض، فكل منهما بحاجة إلى العمل بالتوازي مع الجانب الآخر لتحقيق أقصى قدر من الفاعلية والإنتاجية وكلما تمكنت من تحفيز جانبي المخ في الوقت نفسه، فسوف يعملان معًا بشكل أكثر فاعلية لمساعدتك على:
التفكير بشكل أفضل.
التذكر أكثر.
الاستدعاء الفوري للمعلومة.
🌼 أتمنى لك قراءة ممتعة 🌼
شاركني برأيك في التعليقات ✔
وتسعدني زيارتك مجددًا
⚡⚡⚡
للاطلاع على أحدث المشاركات، تفضل بالانضمام إلى رابط نيردينجو بوشكا على التليجرام: