JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
جديد
الصفحة الرئيسية

ضغوط العمل في القرن الحادي والعشرين وإعادة تعريف الضغط وليس المهم الشعور بالضغط بل كيفية التواصل معه

 قد يسير التقدم بخطوات صحيحة مرة واحدة، لكنه سيستمر معك وقتًا طويلًا

"أشعر بأنني مدفون في عملي"، هكذا تكون إجابة الكثير من الناس حين تسألهم "كيف حالك في العمل؟"


الجميع يبحث عن العمل، ومع زيادة ضغوط العمل، تصبح الإشكالية التي تواجه الكثير هي ضغوط العمل.
فالضغوط المستمرة تصيبنا بالإنهاك. ونحن محاصرون بالمعلومات المتاحة على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع وربما كان الافتراض غير المعلن هو أننا سوف نتعامل مع المطالب المستمرة وفترات التوقف بكل سهولة في الوقت الذي نكون فيه فطنين نفسيًا بما يكفي للتدرب على الابتسامة والطعنات الغادرة من الموظف الذي يطمع في عملنا أو زميل المكتب الذي لديه مشاكل نفسية. وعندما لا نرقى إلى مستوى توقعاتنا عن أنفسنا، نشعر بالسوء أو الغضب حيال أنفسنا. 
بالإضافة إلى ذلك، فإنه بدلًا من أن تجعل التكنولوجيا حياتنا أسهل وتوفر لنا مزيدًا من أوقات الفراغ، أدمن الكثير منا هذه التكنولوجيا، عن طريق قضاء ساعات لا تحصى، ليس فقط في العمل ولكن في المنزل أيضًا، في تصفح رسائل البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، ورسائل هواتفنا الذكية. وعلاوة على ذلك، فنحن جميعا نعلم أننا بحاجة إلى قضاء المزيد من الوقت مع عائلاتنا أو تخصيص بعض الوقت للحياة الاجتماعية، ولكن، كل شيء أصبح يشكل ضغطًا عاليًا حتى أنه يصعب علينا تخصيص أي وقت لحياتنا الشخصية.

ففي العمل، هناك كثير من الأعمال التي نريد أن نفعلها وربما نلجأ إلى تأجيل تنفيذها ومع ذلك نظل مستشعرين الضغط تجاه ما يتوجب علينا القيام به. لذا فنحن نتحرك بشكل أسرع ونعتمد في كثير من الأحيان على قوة إرادتنا وقوتنا لكي نجتاز اليوم، وهو ما يرهقنا. وأثناء كل ذلك، تتبدد في كثير من الأحيان متعة العمل. ربما عندما نحلم بمستوى مادي أعلى، نقول لأنفسنا إنه يجب علينا أن نشعر بالامتنان لأن لدينا وظيفة وهذا صحيحًا بطبيعة الحال. لكن يا له من ثمن ندفعه! 
كل واحد منا لديه طريقة اعتيادية في الاستجابة عندما تتراكم الضغوط. البعض منا يفقد قوته وينهار في حين يقاوم البعض الآخر ويتحمل المشاق. ثم إن هناك أولئك الأشخاص الذين إما لديهم قدرة طبيعية ليكونوا أقوياء في ظل الضغوط أو يجب عليهم تعلم هذه المهارة. لأنه قد يلحقوا الضرر بأنفسهم دون أن يعرفوا ذلك، وهو ما قد يؤثر عليهم شخصيًا وعلى الأشخاص من حولهم، في حين أن الأشخاص المهرة في التعامل مع الضغوطات بإمكانهم تحويل الضغوط إلى متعة وهذا السلوك يمكن أن ينتقل إلى الأشخاص الآخرين من حولهم، من خلال ما يقولونه أو يفعلونه. وللبدء في تغيير هذه الأنماط، نحتاج إلى فهم الضغط من منظور جديد. 

الضغط في القرن الحادي والعشرين

على الرغم من أن البعض قد يسمي هذا القرن عصر المعلومات، أنا أعتقد أنه في جوهره، عصر الطاقة. مثلما هو الحال في أن أنظمة الإنترنت والأقمار الصناعية التي غيرت بدورها طبيعة تبادل المعلومات، فجميع الكائنات لها طاقة وتعيش في مجال طاقة وترسل للكون مجالات طاقة. وقد اعترف علماء الأحياء بالتواصل بين الحيوانات عن طريق توارد الخواطر، وأثبت علماء النفس قدرة البشر على التواصل والاستشعار بهذه الطريقة. وعلاوة على ذلك، هناك إدراك تام بأن بعض الأماكن والأشخاص لها تأثير سلبي على الجهاز المناعي بينما يبدو البعض الآخر وكأنه يدعم الشعور بالسعادة. وعلى نحو متزايد، يقر العلماء بأنه لكي نفهم أنفسنا، فإنه ببساطة لم تعد دراسة البناء الجسدي كافية في كثير من الأحيان، بل يجب علينا أيضا دراسة الأنماط وتدفقات الطاقة الذاتية لدينا، وهو ما يؤدي إلى البناء الجسدي. ولهذا السبب، فإنه في أثناء مناقشتنا لكيفية استخدام الضغط كقوة إيجابية، سوف ندرس الجوانب الجسدية والعاطفية والسلوكية والحيوية لطبيعتنا. والآن، لنبدأ بتعريف الضغط.
  

إعادة تعريف الضغط 

تخيل أنك سوف تلقي خطبة إلى الآلاف من الناس في خمس دقائق. ومن ضمن أفراد الجمهور رئيسك في العمل وزملائك وأفراد أسرتك وأحبائك وكل شخص ترغب في إثارة إعجابه ولكنك ربما لا تعرفه. وبينما أنت تتحدث، انتبه إلى أفكارك وما الذي يحدث في جسدك. دعنا نتخيل أنه في غضون ثلاثين ثانية سوف تأخذك مكانك على المسرح وسوف يرتفع الستار. ومن وراء الستار، اكتشفت أن رئيس دولتك يجلس داخل القاعة. هل يمكنك أن تشعر بذروة بذلك النشاط الذي يتدفق في جسمك؟ كيف ستصف ما يحدث الآن في عقلك وجسدك؟ هل تشعر بأنك مسترخيًا وواثقًا أم أنك مقيدًا؟  
سواء أحببت الأداء أم لا، فإن الوقوف على المسرح عادة ما يتطلب قدرًا كبيرًا من الطاقة. وهناك آثار شائعة تشمل التصبب عرقًا وتسارع ضربات القلب وعدم توازن الساقين وعدم القدرة على التقاط أنفاسك، واندفاع الأدرينالين. وقد أثبتت تجارب الحياة الأكثر تأثيرًا مثل الحرب والولادة وموت أحد الأحبة والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية أنها تزيد الضغط أضعافًا مضاعفة. وهذه التجارب فعّالة للغاية حتى أنها قد تحطمنا في بعض الأحيان. 




التجارب المتطرفة ليست هي الوحيدة التي تتطلب طاقة؛ فالأحداث اليومية قد تدفعنا أيضًا بعيدًا عن التوزان. فكر في الترقية التي لم تحصل عليها، ودفتر الفواتير غير المسددة، أو الرفقاء الذين أخبروك بأنك لطيف ولكنك لست النوع المفضل بالنسبة لهم. ومرة أخرى، فكر في الإثارة التي شعرت بها عندما اختارك عميل جديد ولم يختار منافسك، أول سيارة رياضية جديدة خاصة بك، أو الإدراك المفاجئ بأن فكرتك المبتكرة ليست فقط جيدة بل رائعة. ليس هناك فرق فيما إذا كانت هذه المواقف جيدة أو سيئة، كان مخطط لها أم حدثت فجأة، خطيرة أم مزمنة، مدفوعة بشكل داخلي أو خارجي، لكن كل هذه المواقف يتطلب طاقة من خلال مجال العقل أو الجسد أو الطاقة. بعض منها يكّون اندفاعات كبيرة وبعضها تدفقات صغيرة وبعضها ربما حتى لا تلاحظه. جزء من هذه الطاقة قد يشعرك بشعور جيد والبعض الآخر ليس كذلك. ومع ذلك، فإنه في كل تجربة أنت تواجه ضغوط الحياة.
الضغط هو "ممارسة القوة (أيا كان نوعها) على سطح عن طريق اتصاله بشيء أو سائل وما إلى ذلك". الكلمات والمشاعر والأفعال والمواقف، والبيئات تحتوي على طاقة أو قوة "تمارس قوة" على أنظمتنا الجسدية والعقلية. وعادة نفكر في الضغط بطريقة سلبية على أنه شعور غير مرغوب فيه. عندما يقول رئيسك: "أريد أن أراك في مكتبي"، حتى ولو لم تكن فعلت شيئا خطأ، ربما تلاحظ توتر عضلاتك. امشي في غرفة بها أشخاص متوترين وربما ستبدأ أنت أيضا في الشعور بالتوتر. اعزل نفسك، وربما ستستمر في الشعور بالضغط الناجم عن أفكارك أو الناجم عن اختلال بسيط في التوازن لا يمكنك حتى تسميته. نحن نتأثر باستمرار بالطاقات التي نكون على تواصل معها سواء كنا على وعي بذلك أم لا. 
وعلى الرغم من أننا نبحث عن بيئات خالية من الضغوط للاسترخاء أو طرق لصرف انتباهنا عن الضغط، لكنه دون ضغوط ربما لن يكون لدينا أي دافع أو اتجاه. ولذا فإنه من الممكن أن يكون الضغط أمر جيد للغاية. قد يكون الضغط في بعض الأحيان هو قوة مركزة من الطاقة التي تدفعنا وتولد مستوى عالي من الأداء، وتصورات أكثر حرصًا، ونوعية حياة محسنة. كل هذا يتوقف على كيفية تواصلنا مع هذا الضغط. 
الأداء العالي تحت ضغط يبدأ بالاستمتاع بالضغط على أنه طاقة الحياة أو طاقة التغيير. عندما نبتعد عن عادة محاولة السيطرة على الحياة عن طريق التحكم في الضغط أو مقاومته، نحن نحول الضغط من عدو إلى حليف. بدلا من أن يكون الضغط هو العذر الأول لسلوكياتنا السيئة، يمكن من خلال الضغط تحويل شخصيتنا الحقيقة إلى شخصية أفضل مما نحن عليها. 

ليس المهم الشعور الضغط بل كيفية التواصل معه

في أي وقت نواجه فيه مهمة، فإنه على الفور تتدفق في أنظمتنا العقلية أو الجسدية كمية من الطاقة مساوية تماما للمهمة لمساعدتنا على إنجازها. إذا كان لنا أن نتماشى مع هذا التدفق من الطاقة وننفتح له، فنحن سوف نشعر بالقوة والحيوية وهو ما يتيح لنا إنجاز مهمتنا بكفاءة وفاعلية. وفي هذه الأوقات، نصبح نشطاء في أعمالنا. والبعض يطلق على هذه الحالة "أن تكون في قمة انتباهك وتركيزك". عندما لا ننسجم مع هذا التدفق أو عندما نقاومه، نشعر بالتوتر ونصبح غير قادرين على الأداء. يمكننا أن نقول بعد ذلك أن تدفق الحياة يشبه تدفق النهر؛ والفرد هو السباح. عندما نسبح مع التيار، فهذا سوف يساعدنا، وعندما نسير ضد التيار، سوف نشعر بالتوتر. فالمهم هنا ليس ما إذا كنا تحت ضغط أم لا؛ لأننا كذلك دائما. المهم هو مقدار الضغط الذي نتعرض له وكيفية تواصلنا معه. 

🌼 أتمنى لك قراءة ممتعة 🌼
شاركني برأيك في التعليقات ✔
وتسعدني زيارتك مجددًا 
للاطلاع على أحدث المشاركات، تفضل بالانضمام إلى رابط نيردينجو بوشكا على التليجرام:


author-img

Salwa Ali

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة